نقلاً عن جريدة „Il Corriere della Sera“
“العائلة تتوقع أنه تم قتله من أجل الإنتقام والبوليس يجرى تحقيقات موسعة لكشف لغز إختفاءه “!
إبراهيم عبده عبده عقل الشهير ب”مجدى عقل ” صاحب الستين عاماً واللغز الأبرز فى الفترة الأخيرة لدى البوليس الإيطالى فى ميلانو !
كان مجدى قد خرج من منزله بميلانو بمنطقة “كورفيتو ” وتحديداًُ فى شارع “رافينّا” رقم 14 يوم 2 أغسطس من الشهر الجارى فى الساعة الخامسة صباحاً من أجل الذهاب إلى عمله كالمعتاد ولكنه لم يعد إلى منزله مرة أخرى حتى لحظة كتابة هذا المقال أى منذ 22 يوماً !
وصل البوليس الإيطالى إلى شارع “رافينا” رقم 14 الدور الثالث وقام بالدخول إلى حيث كان يعيش مجدى وقام بالتفتيش فى جميع أرجاء الشقة حتى الأدراج تم إفراغ محتوياتها للوصول إلى أى خيط لفك غموض الإختفاء !
“البوليس يبحث عنه طوال اليوم ونحن أيضاً” قالها أحد معارف مجدى بعد نزول البوليس من المنزل .
مجدى كان معروفاً بإلتزامه الشديد فى عمله وفى حياته فلم يغب يوماً عن عمله ولم يكن يتسكع فى البارات وكان يذهب إلى فراشه فى العاشرة مساءاً ملتزماً بموعد إستيقاظه فى الخامسة صباحاً يومياً حيث كان يعمل سائقاً فى إحدى شركات نقل الخضار والفاكهة بالأورتو ميركاتو الشهير بميلانو .
وكان من المقدر لمجدى أن يعود إلى مصر قريباً إلى عائلته وإبنته التى تدرس القانون وإبنه الذى يعمل مدرساً ولكنه لم يعد أبداً لمنزله لا فى مصر ولا فى إيطاليا مختفياً كالشبح تاركاًً كل شئٍ خلفه وتاركاً علامات إستفهام كثيرة !
“إذا لم تروننى مستقبلاً فاعلموا أنهم فعلوا شيئاً بى وأنتم تعلمون من الفاعل !”
كانت هذه هى أخر كلمات مجدى منذ أسابيع والتى قالها لنسيبه ” أحمد على أكرم رأفت ” والذى بدوره أثبتها فى البلاغ المقدم بإختفاء مجدى يوم 5 أغسطس ، البلاغ حالياً فى قسم جرائم القتل بشرطة “ميتشناتى” تحت إشراف لورينزو بوسكو .
مجدى عقل كان يعمل منذ أعوام لدى شركة إيطالية لنقل الخضار والفاكهة داخل الأورتو ميركاتو بميلانو ، أصحاب الشركة يعيشون فى ميلانو ولكنهم قد أتوا من الجنوب الإيطالى وتحديداً من إقليم بوليا منذ زمنٍ بعيد ، كان مجدى مستقراً فى عمله حتى طالب الشركة بمستحقات نهاية الخدمة “TFR” .
عرضت الشركة على مجدى مبلغ 25 ألف يورو فقط فلجأ مجدى إلى مكتب شئون عمالية وقانونية والذى قام بدوره بعمل الحسابات اللازمة وعليه قام بتحديد مبلغ 100 ألف يورو مستحقة الدفع لمجدى عن سنين عمله .
ويحكى نسيبه ” أحمد على أكرم رأفت” للشرطة عن موضوع قضية مجدى مع الشركة قائلاً: حكى لى مجدى أنه “عندما علم أصحاب الشركة بأمر القضية التى رفعها ضدهم بسبب مستحقاته قاموا بضربه وشتمه وقذفوه بصناديق الفاكهة وقالوا له أنه لا أحد هنا من العمال يأمرهم بل عليهم الرضاء بما يقره أصحاب الشركة ومن له حاجة فى شئ فليفعل ما يحلو له ! “
وأضاف أحمد قائلاً عندما غاب مجدى عن البيت وبعد محاولات مضنية فى الإتصال عليه ولكن هاتفه كان مغلقاً ذهبنا إلى مقر عمله ليقابلنا أحد الأشخاص الذى يتراوح عمره بين 75 عاماً وعاملنا بسوء أدب منه وقال أن مجدى فى المستشفى دون أن يوضح أى شئ أخر !
ورغم أن مجدى كان مريضاً بالكبد إلا أنه لم يذكر لأهله قبل إختفاءه أى شئ عن ذهابه للمستشفى أو حاجته لعلاج !
بمرور الأيام تتقلص فرص فرضية الإختفاء لدى الشرطة الإيطالية وتتحول من قصة إختفاء إلى قصة مرعبة خاصة بعد إدلاء أهل مجدى بتصريح يرجح أنه تم قتله إنتقاماً منه من قبل أصحاب العمل !
ولكن مع تصريح الأهل لم ينفى البوليس الإيطالى فرضية الإختفاء بشكل قاطع وعليه قد أمضوا ثلاثة أسابيع من العمل المضنى فى العالم المظلم لسائقى النقل والشاحنات داخل الأورتو ميركاتو حيث كان يعمل مجدى عقل ، وذلك للوصول إلى أى خيط يرشد ويكشف عن غموض الإختفاء المفاجئ .
ومؤخراً تم طرح قضية إختفاء مجدى عقل على طاولة البرلمان المصرى وفى إنتظار مناقشتها من قبل المجلس، ويشبهها البعض بقضية الباحث الإيطالى المقتول فى مصر “جوليو ريجينى”.
